على هامش ملتقى الاستثمار السنوي 2023 المنعقد في مدينة أبوظبي شارك حمدي الطباع رئيس اتحاد رجال الأعمال العرب في الجلسة الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا حول تدفق الاستثمارات المباشرة الى الدول العربية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: الواقع والتحديات”. وذلك بتظيم من اتحاد الغرف العربية بالتعاون مع جامعة الدول العربية واليونيدو، بمشاركة الأمين العام المساعد للاتحاد طارق حجازي.
وشارك الطباع في جلسة بناء استراتيجيات لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي هدفت الى مناقشة استراتيجيات تشجيع وتيسير الاستثمار، وشارك في أعمال هذه الجلسة التي أدارها الدكتور علي المالكي، الأمين العام المساعد، ورئيس قطاع الشؤون الاقتصادية في جامعة الدول العربية. كل من محمد الحاج، رئيس غرفة التجارة والصناعة العربية الاسترالية، و عبد العزيز المخلافي الأمين العام للغرفة العربية الألمانية للتجارة والصناعة، و هربرت شيبنر عضو مجلس ادارة الغرفة النمساوية العربية.
وأكد الطباع خلال مشاركته على أن الاستثمار في الوطن العربي يعد من أهم القضايا على الساحة الاقتصادية والتي تحتاج الى البحث والنقاش المستمرين من مختلف الجوانب، لمواكبة أبرز التطورات العالمية والاقليمية وانعكساتها سواء بالسلب او الإيجاب على البيئة الاستثمارية في الوطن العربي. لافتاً الى أن الاستثمارات العربية البينية لا تزال أقل من مستوى الطموحات ولا تعكس بالشكل الكافي امكانيات الدول العربية.
وقال الطباع ” تتسم اقتصاديات الدول العربية المصدرة للنفط وكذلك المستوردة له بسمات متنوعة ومتميزة وموارد عديدة تساهم في زيادة جاذبية البيئة الاستثمارية في المنطقة العربية، وكذلك تساهم في جعلها أرضاً خصبة للمشاريع الاستثمارية الناجحة اذا ما تم توجيه السياسات بالشكل المناسب نحو تشجيع الاستثمار ودعمه”.
واشار الطباع الى أهمية أن يتم تحديد المعوقات الاستثمارية التي تحد من جذب الاستثمارات بالشكل الكافي، الى جانب تحديد العوامل المؤثرة بشكل مباشر وغير مباشر على الملف الاستثماري، خاصة مدى عمق تأثير تعزيز التكامل الاقتصادي على تحسين الاستثمارات في الوطن العربي، ومدى تأثير معدلات النمو الاقتصادي على آليات جذب الاستثمار، والعوامل التي ينتج عنها توطن عدد من الاستثمارات العربية في الخارج.
ولفت الطباع بان الاستثمارات الواردة والصادرة من المنطقة العربية قد تأثرت سلباً بتداعيات جائحة فيروس كورونا خاصة خلال الفترة (2020-2021)، الا أنها شهدت تحسناً خلال عام 2022 وذلك وفقاً لتقرير الاستثمار العالمي الصادر عن الاوتكاد.
وأوصى الطباع بأهمية أن يتم التركيز على تبني حزمة من الاستراتيجيات الهادفة لتشجيع الاستثمار والتي تساهم في جعل الدول العربية أكثر تكاملاً فيما بينهم، ومن أهمها بين الطباع ضرورة العمل على اعادة النظر في اتفاقية التجارة العربية المشتركة بهدف تحقيق الإستفادة القصوى من المزايا التي تتيحها الإتفاقية، وتحقيق التكامل الاقتصادي على المستوى العربي مع توجيه السياسات نحو توحيد متطلبات المواصفات والمقاييس والتعاون المشترك في الشأن الجمركي، الى جانب تطوير الاستثمار في مشاريع سكك الحديد والتي تساهم في ربط الوطن العربي وبما يساهم في تطوير منظومة النقل البري.
كما وأكد الطباع على أهمية ضمان استقرار القوانين والتشريعات المنظمة للاستثمار في الدول العربية وبناء ثقة المستثمرين في البيئة الاستثمارية في الوطن العربي، و التوجه نحو توحيد المرجعيات ذات العلاقة بالعملية الاستثمارية وادراتها لشؤون المستثمرين وتعزيز مفهوم المظلة الواحدة والنافذة الواحدة لمختلف الخدمات الاستثمارية.
كما وبين الطباع أن تحسين المناخ الاستثماري يساهم في تحسين بيئة الأعمال وتسهيل الإجراءات اللازمة للتأسيس المشاريع وتقليل البيروقراطية والتخفيف من القيود التجارية وتبسيط الإجراءات الإدارية، كما وأن تطوير البنية التحتية والفوقية سواء الطرق والموانئ والمطارات أو البنية الرقمية التي تدعم التحول الرقمي. يساهم كذلك في دعم البيئة الاستثمارية.
كما وأشار الطباع الى أهمية التعاون الإقليمي كونه من الأساليب الفعالة في تحسين بيئة الاستثمار وزيادة جاذبيتها للمستثمرين المحليين والأجانب في المنطقة العربية على وجه الخصوص.