اختتم في مدينة العقبة أعمال منتدى قضايا الاستثمار في الوطن العربي الذي عقد خلال الفترة من 16-2015/12/17 بتنظيم من اتحاد رجال الأعمال العرب الذي يتخذ من عمان مقراً له، برعاية معالي الدكتور هاني الملقي رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة الذي أكد خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية على أن العقبة كانت على مر الزمن بوابة الإمداد التجاري للهلال الخصيب، إلى أن صادق الملك عبدالله الثاني على خطة متكاملة لتحويلها إلى منطقة اقتصادية خاصة عام 2000 لتصبح مشروعاً وطنياً اقتصادياً حيوياً، مشيراً إلى أنها شهدت منذ قيامها تقدماً كبيراً في خطواتها المتسارعة لتحقيق رؤيتها كمقصد استثماري صناعي تجاري ولوجستي وسياحي عالمي على البحر الأحمر. وأضاف أن الاستقرار الذي ينعم به الأردن جعله نموذجاً حيوياً قابلاً للانخراط بثقة في الاقتصاد العالمي، مشيراً إلى أن التنافسية تعني أيضاً تحقيق معدلات نمو مرتفعة مبنية على الاستخدام الأمثل لاقتصادات السوق وتعزيز الصادرات السلعية والخدماتية ذات القيمة المضافة العالية. ودعا رجال الأعمال الراغبين في إطلاق مشاريع عملاقة قادرة على تعظيم المنافع الاقتصادية، إلى ضرورة الاستفادة من الفرص المتاحة في الاقتصاد العالمي والتحول الثقافي التنافسي الذي يحدث من الغرب إلى الشرق.
من جهة أخرى أكد رئيس اتحاد رجال الأعمال العرب رئيس جمعية رجال الأعمال الأردنيين حمدي الطباع اليوم الأربعاء أن بيئة الأعمال ومناخ الاستثمار في الدول العربية بحاجة لمزيد من الإصلاحات من خلال إعادة النظر بقوانين الاستثمار وتوفير المزيد من الحوافز للمستثمرين إلى جانب توفير التمويل اللازم للاستثمار.
ودعا الطباع في كلمته أمام منتدى(قضايا الاستثمار في الوطن العربي) إلى زيادة استثمار الموارد المالية للصناديق والمؤسسات المالية العربية المشتركة وتوجيهها لتمويل المشاريع في القطاعات الواعدة في الوطن العربي كالطاقة المتجددة والنقل وصناعة الأدوية والصناعات الغذائية والمشروعات الزراعية والصناعات الصغيرة والمتوسطة ; لتسهم بذلك في معالجة مشكلتي الفقر والبطالة.
كما طالب بضرورة تسريع تنفيذ مشاريع النقل الاستراتيجية بين الدول العربية مثل شبكة السكك الحديدية وإنشاء خطوط النقل البحري المنتظم والربط الكهربائي مع دول الخليج العربي ، ومشاريع أنابيب النفط والغاز إلى جانب تسهيل حركة تنقل رجال الأعمال في الدول العربية .
وقال الطباع “إن الاستثمارات البينية العربية كانت الأكثر تضررا جراء التطورات الأمنية والسياسية فى المنطقة العربية ، حيث تراجع حجمها بشكل كبير علاوة على أن الفجوة الغذائية قد بلغت في العام الماضي 34 مليار دولار ، ومن المتوقع أن تصل إلى 70 مليار دولار بحلول عام 2030 “.
ولفت إلى أن البطالة في العالم العربي لاتزال الأعلى في العالم حيث ارتفعت في العام 2014 بنسبة 17% ليزداد عدد الشباب العربي العاطل عن العمل ; مما تسبب في رفع عدد الفقراء إلى مستويات تجاوزت الخطوط الحمراء ، مشيرا إلى أن الأوضاع السائدة أدت إلى تباطؤ وتعثر في تنفيذ المشروعات الاقتصادية لدى كل من القطاعين العام والخاص ; نتيجة الشعور بعدم اليقين إلى جانب سيادة حالة من الحذر والترقب والانتظار لدى المستثمرين وضعف الأداء الاستثماري بل وهروب الاستثمارات الخارجية من عدد من الدول.
وقال إن اجتماع اليوم يأتي في وقت تعاني منه عدد من الدول العربية من ظروف عدم الاستقرار وانعدام الأمن والأمان والاقتتال الداخلي الذي ألحق دمارا كبيرا في البنى التحتية،وأعاد اقتصادات تلك الدول المضطربة للوراء سنوات عدة ، وقد كانت لهذه الاضطرابات انعكاسات سلبية على مجمل اقتصادات الدول العربية ، كما تركت آثارا قاسية على المجتمع العربي بتحول الكثير من مواطني تلك الدول إلى لاجئين داخل دولهم إضافة إلى الوضع المأساوي الاقتصادي والاجتماعي والأمني الذي تمر به فلسطين.
كما أشار إلى أن النتائج الاقتصادية لعام 2014 أظهرت أن أداء الاقتصاد العربي كان دون التوقعات وأن بيئة الاستثمار في عدد من الدول العربية أصبحت طاردة للاستثمار بسبب عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي. كما تراجع حجم تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى الدول العربية وتراجعت الاستثمارات العربية البينية ، وشهدت السياحة العربية تراجعا في أعداد السياح والإيرادات السياحية.
وقال إن التقرير السنوي لمناخ الاستثمار في الدول العربية لعام 2015 أظهر أن تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر الواردة إلى الدول العربية قد هبطت بنسبة 8% لتصل إلى 44 مليار دولار في العام 2014 وهي تمثل ما نسبته 6ر3% فقط من الإجمالي العالمي.. كما تراجعت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر الصادر من الدول العربية بنسبة 10%، ليبلغ نحو 4ر33 مليار دولار عام 2014 معظمها من دول الخليج ، مرجعا هذا التراجع بشكل رئيسي إلى تراجع أسعار النفط وانخفاض الفوائض المالية .
ونبه إلى أن التجارة العربية البينية لاتزال تراوح عند نسبة 10% سنويا وتقدر قيمتها بنحو 8% فقط من قيمة تجارة الدول العربية الإجمالية حيث تستورد 92 % من حاجاتها من العالم الخارجي على الرغم من وجود اتفاقية التجارة الحرة العربية منذ سنوات عدة.
وأكد الطباع أن تعظيم الاستفادة من هذه الاتفاقية يتطلب إعادة النظر في بعض السياسات التجارية والإجراءات الإدارية والإسراع في إنجاز الاتحاد الجمركي العربي ، الذي لم ينجز حتى الآن على الرغم من إقراره بالقمة العربية في الكويت عام 2009 . مؤكدا على ضرورة تعزيز البنية التحتية اللازمة لتسهيل حركة التجارة والأفراد خصوصا شبكات النقل ومنها شبكة النقل السككي والاتصالات وتطوير الخدمات اللوجستية اللازمة لتسهيل نقل البضائع على المعابر الحدودية وتطوير إدارة تلك المعابر.
ونوه بأن الدول العربية تزخر بالموارد البشرية المتعلمة إلى جانب توفر الثروات الطبيعية، إلا أن هذه القدرات البشرية تفتقر إلى التدريب والتأهيل ،مما يؤكد على ضرورة تطوير منظومة التعليم العربية وإيلاء التدريب المهني اهتماما أكبر لتنسجم مخرجات التعليم مع متطلبات السوق وبالتالي توفير العمالة اللازمة للمشاريع الاستثمارية.
وقال الطباع أنه سيتم طرح دراسة بعنوان (النشاط الاستثماري في الدول العربية سبيل للتكامل الاقتصادي العربي)على المشاركين للخروج بتوصيات محددة وعملية،حيث سيقوم الاتحاد برفعها إلى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية مرفقة بأوراق العمل التي أعدت لهذه الغاية ليتم إدراجها ضمن جدول أعمال الاجتماعات الاقتصادية والقمة العربية المقبلة
وعلى هامش المنتدى عقد مجلس إدارة اتحاد رجال الأعمال العرب اجتماعه السنوي بحضور رؤساء جمعيات وروابط ومؤسسات رجال الأعمال في الوطن العربي برئاسة معالي السيد حمدي الطباع الذي استعرض خلاله اعمال الاتحاد خلال العام الذي واصل نشاطاته في خدمة قطاع الأعمال العربي كأحد المؤسسات التي تعمل تحت مظلة جامعة الدول العربية ومجلس الوحدة الاقتصادية العربية
ولفت البيان الى ان الاتحاد نجح بعقد اجتماعات الملتقى الخامس عشر لمجتمع الأعمال العربي في الدوحة العام الماضي والمشاركة في الدورة الخامسة لمؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين التي عقدت في بيروت.
واشار البيان الى ان مجلس الإدارة استعرض الوضع الاقتصادي في الوطن العربي لعام 2015 في ضوء الأحداث الجارية في عدد من الدول العربية والتحديات والفرص، إضافة إلى استعراض دراسة النشاط الاستثماري في الوطن العربي، كما أقر مجلس الإدارة إقرار خطة عمل الاتحاد للعام 2016، وموارنته السنوية
وتتضمن الخطة حسب البيان عقد العديد من ورش العمل بمختلف الدول العربية واقامة الملتقى السادس عشر لمجتمع رجال الأعمال العرب.
كما وقعت في مدينة العقبة على هامش المنتدى اتفاقية توأمة وتعاون بين مدينتي شرم الشيخ المصرية والعقبة. ووقعها عن الجانب الاردني محافظ العقبة عطوفة السيد فواز وارشيدات، رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة د.هاني الملقي، وعن الجانب المصري محافظ جنوب سيناء خالد فودة.
وتضمنت الاتفاقية اطروحات لحلول مقترحة بهدف تنشيط الحركة السياحية والاقتصادية بين البلدين منها انشاء خط طيران مباشر بين العقبة و شرم الشيخ المصريه و فتح كافة قنوات الاتصال والتعاون والتنسيق المشترك بين المدينتين الساحلتين لخدمة السياحة والاستثمار والزيارات المتبادلة.
واكد الدكتور الملقي ان العقبة كانت بوابة التجارة الاقليمية تاريخيا وتعزز دورها التجاري واهميتها الاقتصادية كونها تشكل رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني في تحويلها الى منطقة اقتصادية خاصة عام 2000 تعمل وفق قانون خاص، واصبحت مشروعا اقتصاديا حيويا للمملكة ومقصدا استثماريا مهما على البحر الاحمر.
وأكد خالد فودة، فى كلمته عقب التوقيع على الاتفاقية، أهمية التكامل بين شرم الشيخ والعقبة، وضرورة أن يكون هناك تطور فى أساليب العمل والارتقاء بالمستوى السياحى والأمنى بين الجانبين، وطمأن محافظ جنوب سيناء المشاركين فى المنتدى بشأن الموقف الأمنى فى شرم الشيخ، مؤكدا أن الوضع فى المدينة آمن.
وبعدها بدأت أعمال المنتدى من خلال جلستين حواريتين ، الاولى برئاسة ثابت الطاهر امين عام اتحاد رجال الاعمال العرب بعنوان الاستثمار في الدول العربية واليات دعم وتمويل المشاريع المشتركة تحدث فيها الدكتور جواد العناني، وعلاء الدين عمر، رئيس الهيئة المصرية العامة للاستثمار والمناطق الحرة والدكتور منتصر العقلة، رئيس هيئة الاستثمار، والمهندس غسان غانم، الرئيس التنفيذي لشركة تطوير العقبة.
وعقدت الجلسة الثانية برئاسة محمد النقي، عضو مجلس ادارة اتحاد رجال الاعمال العرب ممثل الكويت في الاتحاد، تحدث فيها كل من : منير جمعة مدير عام الترويج لمنطقة الشرق الاوسط في الهيئة المصرية للاستثمار والمناطق الحرة، المهندس سهل دودين، المدير التنفيذي لشركة واحة ايلة، امير الدجاني، نائب الرئيس التنفيذي لشركة بيتي للاستثمار العقاري – مشروع روابي فلسطين، وكى مروان، مدير الاستثمار في شركة المدن الصناعية
.
وعقب جلستي العمل لقاءات ثنائية بين رجال الاعمال العرب المشاركين في المنتدى ، كما تم ترتيب زيارات ميدانية على أهم المشاريع القائمة في مدينة العقبة الى ضمن مشاريع العقبة للمشاريع الوطنية ومدينة العقبة الصناعية الدولية حيث اطلع المشاركين على أهم المشاريع ضمن تلك المناطق الصناعية والخدمية ومراحل التوسع ضمن السنوات الخمس الماضية لكل منها، كما زار المشاركون مشروع واحة آيلة.